• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: " نحو تربية إسلامية راشدة " (1)

عرض كتاب: " نحو تربية إسلامية راشدة " (1)
خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/3/2013 ميلادي - 20/4/1434 هجري

الزيارات: 22606

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب: "نحو تربية إسلامية راشدة" (1)

للأستاذ: محمد بن شاكر الشريف

إعداد: محمود ثروت أبو الفضل


♦ عنوان الكتاب: نحو تربية إسلامية راشدة من الطفولة حتى البلوغ.
♦ إعداد وتصنيف: محمد بن شاكر الشريف
♦ المقاس: 17*24
♦ عدد الصفحات: 170
♦ الناشر: مجلة البيان
♦ التصنيف: التربية الإسلامية

 

 

يعاني أبناؤنا في تلك الأيام من موجاتٍ عاتيةٍ من "التغريب" في مجُتمعِنا المعاصر على كافة الأصعدة، في البيت، في الشارع، وفي المدرسة، ويشتكي كثيرٌ من الآباء في وقتنا الحاضر من عقوق الأبناء وميلهم عن الجادة، ويعللون غياب دورهم التربوي الواجب عليهم نحو الأبناء برياح "العولمة" و"العصرنة" التي هبت على مجتمعاتنا الإسلامية والتي انساق إليها ومعها جلُّ نشأنا المسلم، ففي البيتِ جهازا "التلفاز" و"الحاسوب" صارا المعلمين والمربيين للطفل المسلم، والشارع صار معلمًا آخر له، ورفقة السوء معلم ثالث، والمدرسة بمناهجها المهجنة، والممولة من الخارج، صارت معلمًا رابعًا، وافتقد الأب مسئوليته في تربية طفله المسلم، ونسى أو تناسى دوره الحيوي والرئيس في إخراج طفله من تلك الدوامة التي انساق لها معظم أبناء جيلنا الحالي بتربيته "تربية إسلامية راشدة" حث عليها منهاجنا الإسلامي القويم، ومن هنا جاءت أهمية عرض ذلك المُؤلَّف "نحو تربية إسلامية راشدة من الطفولة حتى البلوغ" الذي يعني بذلك الجانب التربوي المفتقد ناحية أبنائنا ونشأنا المسلم، أو كما يقول المُصنِّف الشيخ محمَّد بن شاكر الشريف في مقدمة مؤلفه: "وفي ظل الظروف الحاضرة التي تعيشها أمتنا الإسلامية، يتبين مدى الأهمية القصوى للعناية التربوية، مما يحتم على المتخصصين في التربية، أو المعتنين بالشأن التربوي، أو الذين لهم اهتمام به أن يساهموا بما لديهم من إفادات في هذا الشأن للمربين" (ص: 5)، ويؤكد الكاتب في هذا الصدد أهمية التوعية بمفهوم التربية فـ" الحديث عن التربية حديث مهم، تنبع أهميته من التربية نفسها، وهو في هذا الوقت نفسه يحتاج إلى بسط وتكرار، حتى تتحول الأساليب التربوية لدى المربين إلى قريب من الملكات، بحيث يكون المربي قادرًا على مواجهة المواقف الطارئة، وكأنه أعد لها منذ زمن، ورتب لها الترتيب المناسب" (ص: 5)، بحيث تكون التربية في أساس الأمر هي "... المدخل الصحيح لإيجاد الشخصية المسلمة المتزنة المستقيمة، وذلك لتنشئة جيل فاقهٍ لدينه متمسك به، عامل به وداعٍ إليه، ليحقق خيرية الأمة في الواقع، وليحقق لنفسه الفلاح في الدنيا، والنجاة والفوز في الآخرة" (ص: 6).

 

والشيخ محمَّد بن شاكر الشريف الطباطبي الحسني باحث شرعي، وكاتب بمجلة البيان الإسلامية وغيرها، يبلغ من العمر 59 سَنة ميلادية، وحاصِل على درجة الليسانس في اللُّغة العربية والعلوم الإسلامية، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونيَّة والاتصالات، عمل بالتدريس، ثم الإدارة في أحدِ كبريات المدارس الأهليَّة في مكَّة المكرَّمة، منذ عام 1410 هـ، وحتى عام 1424 هـ، أي أن للشيخ احتكاك عملي في مجال تربية النشء منذ بدايات عمله - حفظه الله-، وانتقل بعدَ ذلك للعمل في مجلة البيان، وله العديدُ مِن التصانيف الرائِعة، مثل "إن الله هو الحكم"، و"تجديد الخِطاب الديني"، و"مقدمة في فِقه النظام السياسي الإسلامي"، وله عِدَّة موضوعات في التقرير الارتيادي (الإستراتيجي) لمجلة البيان.

 

قسم الكاتب رسالته كما بين في خطة الكتاب إلى مقدمة أو تمهيد تم الحديث فيها عن تعريف التربية وأهميتها، والأساس الذي اعتمد عليه الكاتب لتقسم المراحل العمرية بالنسبة لعملية التربية، ثم أتبع مقدمته بثلاثة فصول:

أولها: عن مرحلة الطفولة دون سن التمييز.

والثاني: عن مرحلة الطفولة في سن التمييز.

والثالث: عن مرحلة البلوغ.

 

يتناول كل فصل من هذه الفصول الثلاثة الحديث عن كل مرحلة من خلال:

♦ الخصائص والمميزات للمرحلة.

♦ العوائق والمشكلات.

♦ الأساليب والوسائل.

♦ الثواب والعقاب.

♦التوجيهات والنصائح.

 

وفي نهاية الرسالة أضاف الكاتب بعض المراجع التي يمكن أن يستعان بها في التربية.

 

ونوه الكاتب قبل الدخول في موضوع مؤلفه أنه حاول بقدر الإمكان إلقاء الضوء على أبرز جوانب عملية التربية وظاهراتها البشرية، وتقديم نبذ موجزة مختصرة - بقدر الإمكان- بما يختص بعملية التربية وتطبيقها على النشء المسلم، فغرضه الأساسي أن يكون بحثه "... بحثًا تطبيقيًا في المقام الأول، وليس بحثًا عن نظريات التربية وتفريعاتها المتشعبة" (ص: 8).

 

مفهوم التربية:

تناول الكاتب في تمهيده قبل دخوله في فصول الكتاب مفهوم التربية والتعليم، ومراحل التربية، ومجالاتها، وحكمها.

 

يرى الكاتب أن التربية في بعدها العملي "موقف تفاعلي انفعالي بين المربي وبين المتلقي، حيث يكون العطاء من المربي، ويكون التلقي والتأثر والانفعال من المتلقي، والذي يؤثر - بدوره - على عملية العطاء عند المربي تصحيحًا وتطويرًا، من حيث الأساليب والوسائل" (ص: 11).

 

وفي معناها الاصطلاحي "لا تخرج عن تنشئة الفرد وإعداده على نحو متكامل في جميع الجوانب العقدية والعبادية والاخلاقية، والعقلية والصحية، وتنظيم سلوكه وعواطفه، في إطار كلي يستند إلى شريعة الإسلام، من خلال الطرق والإجراءات التي تقبلها الشريعة[1]" (ص: 13).

 

وفي معناها اللغوي ترد إلى ثلاثة جذور: (رب ب) و (ر ب و) و (ر ب ي) بمعنى زاد، ونما، ونشأ، ومن هنا يتبين أن مفهوم التربية لغة هو ما يُقصد به:

♦ إصلاح الفرد وتهيئته - والجماعة تابعة له- حتى يبلغ درجة الاعتماد على نفسه والاستغناء عن غيره.

♦ التنشئة على الصلاح، مع التكفل بحسن القيام به، والتدرج في ذلك.

♦ المداومة وعدم الانقطاع المتضمن للنماء والزيادة، مع الحفظ والرعاية.

 

وأورد الكاتب أقوال أهل العلم في معنى التربية؛ ومنه قول البيضاوي: (التربية: وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا)[2]، وكذلك قول المناوي: (التربية إنشاء الشيء حالًا فحالًا إلى حد التمام[3])، وقول ابن حجر العسقلاني: (التربية وهي القيام على الشيء وإصلاحه) [4].

 

وكذلك أورد الكاتب أقوال المفسرين في تفسير مواضع كلمة التربية ومشتقاتها (ربياني- رب- نربك- ربانيين- يربي) في القرآن والسنة النبوية المطهرة؛ ومنه قول ابن جرير الطبري في تفسير كلمة ربياني في قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]؛ (وعنى بقوله ربياني: نمياني)[5]، ومنه قول ابن كثير في تفسير قصة موسى - عليه السلام- عندما حكى قول فرعون: ﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾ [الشعراء : 18]؛ (أي: أَمَا أنت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا وعلى فراشنا، وأنعمنا عليه مدة من السنين؟)[6].

 

ثم بين الكاتب أن مصطلحي "التربية" و "التعليم" مصطلحان مترابطان، لا يمكن الفصل بينهما، فالمعلم مرب في نفس الوقت، والتعليم غرضه وغايته تربية المتعلم؛ "لذا يتعذر الفصل بإطلاق بين مصطلح التربية ومصطلح التعليم، فالتربية إذا ذكرت مع التعليم في سياق واحد، فإن التربية تأخذ معنى العمل القائم على دعائم العلم، والتعليم يأخذ معنى التزويد بالمعارف والمعلومات، أما إذا ذكرت وحدها فإنها تشمل التعليم أيضًا، وكذلك التعليم إذا ذكر منفردًا فإنه يشمل التربية، إذ لا يكون للتعليم فائدة إلا إذا تبعه العمل، بخلاف ذكر التعليم مع التربية فإنه ينحصر في المعنى المعرفي، فإذا اجتمعا استقل كل مصطلح بمعناه الخاص، وإذا افترقا دخل أحدهما في الآخر" (ص: 16)، أو كما يقول في موضع آخر "... فالتربية لا تكون تربية صحيحة إلا إذا كانت معتمدة على العلم" (ص: 16).

 

ثم بين الكاتب من المستهدف برسالته، ومن المعني بمهمة التربية، فالتربية واجب على الأبوين والمرشدين والمعلمين، سواء كانوا في البيوت أو المدارس أو المساجد؛ "ويختلف تأثير المربي على المتلقي باختلاف المرحلة العمرية، في مرحلة الطفولة قبل الاحتكاك بالمجتمع الخارجي ودخول المدارس، يكون المربي الأكبر للطفل والديه، مع روافد أخرى مثل الإخوة والأخوات أو الأقارب، وبعد المدرسة في مرحلة التمييز يضاف معلم المدرسة إلى المربين المقصودين، كما يضاف على الروافد الزملاء وأصدقاء الدراسة، إلى جانب البيئة المحيطة كالجيران والشارع، وفي المرحلة المتوسطة أو الأخيرة من مرحلة التمييز، وكذلك مرحلة بلوغ الحلم يضاف إلى ما تقدم إمام المسجد، كما يظهر بقوة تأثير الروافد المحيطة بالمتلقي ودورها في التربية، فيظهر دور وسائل الإعلام، وجماعة الرفاق، والأندية، وكذلك وسائل المعرفة التي تزداد يومًا بعد يوم، كالكتاب والشريط، والأقراص المداجة، وشبكة المعلومات" (ص: 17).

 

ثم بين الكاتب مجالات التربية، حيث يتم التعامل مع الطفل كوحدة متكاملة، فالطفل ليس جسدًا فقط يكفل له أبواه طعامه وشرابه فقط، "ولكنه إلى جانب ذلك روح وقلب وعقل، بما يترتب على ذلك من المشاعر والأحاسيس، والرؤى والتصورات والاعتقادات والعلاقات والانفعالات، وذلك كله يتداخل في تحديد السلوك والأخلاق، وعلاقته مع الآخرين" (ص: 18)؛ ومن هنا تتحدد مجالات التربية كالتالي:

♦ تربية للجسد، وتكون بتوفير الغذاء والكساء والمسكن من كسب حلال، والعناية بالصحة والنظافة والنشاط، وهذه المهمة يقوم بالدور الأعظم فيها الوالدان.

 

♦ تربية للقلب، وتكون بتغذيته بالإيمان والاعتقادات الصحيحة.

 

♦ تربية للروح، وتكون بتزكية النفس، والدعوة للأخلاق الحسنة والسلوك الحميد، والقيام بالعبادات والتكاليف الشرعية.

 

♦ تربية للعقل، وتكون بتغذيته بالتصورات والرؤى الصحيحة، والدلالة على طرائف التفكير، وطرائق الاستدلال، والتوصل إلى النتائج من خلال المقدمات التي تؤدي إليها، وبيان النظريات العلمية، والمشاركة في الأنشطة الفكرية، والمعارف الدنيوية المفيدة، وهذه يقوم بالدور الأكبر فيها المؤسسات التعليمية.

 

وقسم الكاتب مراحل عمر الإنسان إلى مرحلتين:

الأولى: مرحلة الطفولة، وهي تبدأ من الميلاد إلى قبيل البلوغ.

الثانية: مرحلة البلوغ، وهي تبدأ من بلوغ الحلم وتنتهي مع موت الإنسان.

 

وفي مرحلة الطفولة ميز الكاتب بين مرحلتين واضحتين من حيث التباين والاختلاف، ومن حيث الأحكام المتعلقة بكل منهما، وبذلك جعل الكاتب مراحل التربية في بحثه تنقسم لثلاث مراحل:

الأولى: مرحلة الطفولة دون سن التمييز، وهي تبدأ من الولادة حتى قبيل السنة السابقة تقريبًا، أي قبل المدرسة الابتدائية.

 

الثانية: مرحلة الطفولة في سن التمييز، وهي تقريبًا من السابعة إلى مقاربة سن البلوغ، أي من السابعة إلى قبيل الخامسة عشرة، وهي تشمل المرحلتين الابتدائية والمتوسطة تقريبًا.

 

الثالثة: مرحلة البلوغ، وهي مرحلة ظهور علامات الرجولة أو الأنوثة، وهي مرحلة لزوم الأوامر والنواهي الشرعية، وهي تبدأ من ظهور علامات البلوغ المعروفة، وتقابل - تقريبًا- بداية المرحلة الثانوية.

 

ثم حدد الكاتب هدف التريبة العام وهو "تنشئة الفرد على أنه عضو صالح في مجتمعه، تنشئة تجعله قادرًا على فهم ثقافة مجتمعه، وتمثُّلها، والانتفاع بها، والسعي في تطوير مجتمعه ليحدث التوافق بين الواقع العملي والفكر النظري، وفي حالة المجتمع الإسلامي يكون هدف التربية العام هو تنشئة الفرد بوصفه لبنة من لبنات المجتمع الفاهم لحقائق الإسلام فهمًا صحيحًا، والعامل بما دلت عليه، مع المشاركة الفعالة في عمارة المجتمع وتطويره، وتبليغ رسالة الله إلى العالمين، ليحقق الغاية التي خُلق من أجلها، كلٌ حسب استعداداته وقدراته التي منحها الله له" (ص: 24).

 

مرحلة الطفولة دون سن التمييز:

هي المرحلة العمرية التي تسبق دخول الطفل إلى المدرسة الابتدائية تقريبًا، وهي تمتد منذ ولادته إلى خمس أو ست، إلى ما دون السابعة من عمره.

 

"وهي من المراحل الهامة جدًا في حياة الإنسان، فإنها بمنزلة الإساس لما بعدها من المراحل، وعليها ينبني ما يليها" (ص: 29)

 

وتنبع أهمية مرحلة الطفولة من كونها طويلة قد تصل إلى خُمْس عمر الإنسان أو أكثر، وهو يحتاج فيها إلى عناية خاصة، تناسب وضعه ونموه، كما أن الطفل يكون قابلًا للتوجيه مستعدًا للاستقبال، وأخيرًا هي مرحلة إعداد لما يستقبل من الأيام[7].

 

المبحث الأول: الخصائص والمميزات:

1- توحد جهة التربية في غالب الأحيان: تعتمد التربية بشكل أساسي على الأبوين، ويكونا هما الذين يقومان على تنشئة الطفل وتغذيته، وتنمية مداركه، ويكون التدخل الخارجي في التأثير في التربية في أقل درجاته بالنسبة لبقية المراحل؛ لذا فهي أنسب المراحل التي يستطيع الوالدان تربية أولادهما وفق إرادتهما وثقافتهما، اللهم إلا إذا تركا أمر تربية الطفل للإخوة والأخوات، أو الخادمة والمربية، أو وسيلة الإعلام ذائعة الانتشار في البيوت (التلفاز).

 

2- تعلق الطفل بوالديه: يتعلق الطفل في هذه المرحلة العمرية بوالديه شديد التعلق، ويعتبرهما مصدر الأمان له، ومظهر القوة والصواب، فما يصدر من الأبوين من قول أو فعل، وما يتخذانه من قرار هو معيار الصواب؛ لذا لا ينبغي أن يصدر من الأبوين جبن أو خوف في المواقف الصعبة، كما لا ينبغي أن يظهر تردده وحيرته أمام الطفل إزاء بعض المواقف، مما يكون له تأثير سلبي على شخصية الطفل فيما بعد.

 

3- التقليد والمحاكاة: يميل الطفل في هذه المرحلة لتقليد والديه، وهذه الميزة مظهر من مظاهر تعلق الطفل بوالديه، ومراعاة هذه الميزة لها دور كبير في تربية الطفل، فقد يرى الطفل أمه في البيت وهي تصلي فيحاول أن يقلدها، بدون وعي، لذا ينبغي تشجيعه على تلك الأفعال الحسنة، والثناء عليه عند فعلها، وفي الوقت نفسه فإن التصرف غير المحمود لا ينبغي أن يظهر من الأبوين أو أحدهما أمام الطفل، كأن يكون أحد الأبوين مثلًا مبتلى بشيء من ذلك مثل شرب الدخان وغيره، فمن الواجب أن يتوب من ذلك وفي الوقت نفسه يحرص أشد الحرص أن لا يراه طفله وهو يفعل مثل هذه الأفعال داخل المنزل.

 

4- كثرة الاعتماد على المحسوسات: يعتمد الطفل في هذه المرحلة عى المحسوسات، بينما لا يستطيع عقله أن يستوعب القضايا المجردة المعنوية، فالطفل إذا قال له المربي أو الوالد: أحبك، قد لا تعني عنده في عقله شيئًا ذا بال، بينما لو ضمه أو احتضنه أو قبله أو أعطاه شيئًا يحبه، فإنه يشعر بحب والده له أو مربيه أكثر من تلك الكلمة المجردة.

 

5- الرغبة في الاستكشاف والتعرف على البيئة المحيطة: في هذه المرحلة يكثر سؤال الطفل عن الأشياء المادية من حوله، لأنها عالم غريب بالنسبة له، وهذا الحرص على السؤال والاستفسار علامة للحيوية واللياقة العقلية، ولابد على المربي أن ينتهز تلك الفرصة لإثراء عقل الطفل وتزويده بالمعلومات، ولا ينبغي أن ينهر طفله أو يتبرم من أسئلته كما يفعل بعض الآباء، بل يجب أن يحرص على الجواب بإجابات قصيرة مركزة، سهلة وواضحة لعقل الطفل.

 

6- التلقين: في هذه المرحلة العمرية يسهل تلقين الطفل المعلومات الأساسية بحيث يحفظها كما لقنها، وإذا لقن الطفل المعلومات بطريقة جيدة، فإنها تنطبع في ذهنه ولا ينساها بمرور الزمن، ويمكن استغلال تلك الفترة في تحفيظ الطفل بعض قصار السور من القرآن، مع الاستعانة بالأدوات المساعدة في البيت كالمسجلات وأجهزة الحاسب وإذاعة القرآن الكريم، مع تلقين الطفل بعض الأحاديث القصيرة التي فيها كليات العقيدة والأدعية والآداب.

 

7- زيادة الطاقة الحركية وحيويتها: للطفل في هذه المرحلة طاقة حركية كبيرة يمارسها طوال فترة يقظته، وهي علامة صحة جسدية ونفسية، ولابد للمربي أن يستغلها في الطفل استغلالًا جيدًا كأن يساعده على تنويع النشاط الحركي، كركل الكرة والجري وركوب الدراجة - إن استطاع- واللعب مع أقرانه، ولا يتعامل معها المربي – أي تلك الطاقة عند الطفل- بطريقة خاطئة؛ لتقييد حركة الطفل عن طريق سلطة الأمر والنهي والصراخ في الطفل، أو تهديده بأشياء من قبيل التخويف بالجن والعفاريت أو كيه بالنار أو إرغامه على الجلوس صامتًا لفترات طويلة، كما يفعل بعض الآباء، فإن هذا ينتج في شخصية الطفل نوع من الجبن واهتزاز الشخصية، وإنما ينبغي إرشاده من قبل الأم والأب لترشيد تلك الطاقة فيما يعود عليه بالنفع أو مساعدة الأم في أعمال المنزل حسب قدرة الطفل وقتذاك.

 

المبحث الثاني: العوائق والمشكلات:

1- الكذب: يحاول الطفل أن يحقق بعض المآرب الخاصة به أو التغطية على آثار بعض التصرفات غير المقبولة، وقد لا تسعفه قدراته العقلية للوصل إلى مخرج لبعض المشكلات فيلجأ للكذب، وعلى المربي عند إدراكه كذب الطفل أن يبين له فساد ذلك، وأن الكذب ليس من أخلاق الأولاد المهذبين، وأن الله لا يحب الكذاب، وكذلك رسوله - صلى الله عليه وسلم-، وأنه - أي المربي- لا يعجبه ذلك أيضًا، وأن يذكر له قصة موجزة في بيان أثر ضرر الكذب على الشخص الكاذب نفسه، ويحث الطفل على عدم العودة لهذا الأمر مرة أخرى، ولكن بدون أن يخوفه تخويفًا شديدًا، أو يعاقبه عقابًا مؤلمًا مما لا يتناسب مع مرحلته العمرية، فالعقاب قد يجعله يتمادى في الكذب في المرات القادمة أملًا في النجاة من العقاب، ولا ينبغي تعيير الطفل بكذبته تلك بعد أن يأخذ عليه تعهدًا بعدم العودة لها لأن هذا يكسر نفس الطفل، وربما جعله ناقمًا على والديه.

 

2- العبث بالأشياء: حب التعرف على البيئة المحيطة واستكشاف الأمور الغربية أمر موجود عند الطفل في تلك المرحلة العمرية، وقد يتعدى ذلك إلى أن الطفل في تلك المرحلة لا يعرف قيمة ما يعبث به فيعمد لكسره أو تخريبه في غفلة الوالدين، وينبغي على الأم أن لا تفرح بعبث الطفل بأشياء المنزل وإلقائها أمام أقاربها مما يعده الطفل كبادرة تشجيع، بل ينبغي توجيه الطفل لخطورة هذا الأمر وتنبيهه على قيمة هذا الأشياء، وأن يعمد المربي لترك بعض الألعاب الآمنة بين يدي الطفل للعبث بها كبعض المكعبات البلاستيكية أو بالون مطاطي منفوخ مما يشغل الطفل وفي نفس الوقت ينمى ملكة التفكير عنده بتركيب تلك المكعبات في صورة أشكال مثلًا.

 

3- العناد: عند التدليل الزائد عن الحد المعتاد من جانب الوالدين ناحية الطفل، يولد هذا عند الطفل شعورًا بأهميته الفائقة عندهما ومكانته لديهم، مما يحمله في بعض المواقف على العناد وترك الاستجابة للأبوين مصرًا على مطلوبه، ويستعين على تحقيقه ببعض الوسائل غير اللائقة كالبكاء والتمادي فيه، والصياح أو ضرب الأرض بالأرجل والطرق على الأبواب أو تخريب بعض الأشياء وخاصة عند وجود ضيوف لكي يحرج مربيه كي يستجيبوا لطلبه، وينبغي أن يكون المربي حكيمًا في التعامل مع الطفل، بأن يحاول تلافي أسباب العناد بادئ الأمر؛ فلا يبالغ في تدليله فوق الحد أو الاستجابة لجميع طلباته، كما لا يمنع عنه في نفس الوقت ما لا ينبغي منعه، ولا يتعامل مع الممنوعات بمقياس واحد، وبعد الالتزام بهذه الضوابط ليكن حازمًا في منعه، ولا يتأثر بوسائل الطفل التي يحاول أن يتغلب بها على المنع، لأن الاستجابة له ستجعل الطفل أكثر إصرارًا على استخدام تلك الوسائل في كل مرة يحاول أن ينال فيها مطلبه.

 

4- عدم تقدير الأمور تقديرًا صحيحًا: قدرة الطفل على التفكير في هذه المرحلة محدودة، فلا يستطيع أن يفهم الأخطار التي تنطوي على بعض الأمور التي يفعلها، كالنظر من نافذة مسكنه للتعرف على الشارع وما يجري فيه مما قد يعرضه للسقوط، أو الجري من المربي في حالة الخوف من عقاب الوالدين، وفي حالة الخوف الشديد قد يدفعه ذلك للقفز إلى الخارج هلعًا من غضب الوالدين، لذا ينبغي على الوالدين مراعاة هذه النقطة في الطفل وأن يبادر بالمشي إليه بحذر بالغ والإمساك به دون أن يشعر به الطفل أو مسايرته في حال رؤية الطفل إياه، بأن يعطيه الأمان ثم يمسك به، ثم يبدأ بعد ذلك في تعليمه خطورة ذلك بدون أن ينهره بقسوة أو يصرخ فيه بشدة، وهذا مجرد مثال يسير المربي على منواله.

 

5- الأنانية وحب الاستئثار بالأشياء: الرغبة في التملك أمر جبلت عليه النفوس، ويمكن تنمية هذا الأمر بشكل حسن بأن نخصص للطفل أشياء ولعب خاصة به، لا يشركه فيها أحد، ومطالبته بالمحافظة عليها والعناية بها، أما حب التملك للأشياء التي ليست له، كلعب إخوته أو أبناء الأقارب أو الجيران مثلًا، فينبغي مقاومة هذه الرغبة السيئة من جانب الطفل من البداية، ومحاولة الشرح له بأن هذه الأشياء ليست له، ومحاولة وعده بشراء مثيلها له إن أحسن السلوك، بل وشراء بعضها له حتى يتأكد الطفل من صدق الوالدين، وقد يكون نتاج هذه الخصيصة التدليل الزائد في بعض الأحيان من قبل الوالدين، لذا فينبغي من الوالدين مراعاة هذا عند التعامل مع الطفل.

 

6- العدوانية: يميل الطفل إلى تأكيد ذاته منذ بداية عمره عن طريق العديد من التصرفات، وقد تميل بعض تلك الطرق التي يتخذها لتأكيد ذاته لسلوك العدوانية، وقد تتجه عدوانيته نحو زملائه أو من يلعبون معه، أو حتى تجاه ألعابه بكسرها عندما يجد صعوبة في التعامل معها أو حتى من باب الملل، ومن الأولى بالمربي معالجة تلك العدوانية بشكل صحيح، واحتواء غضب الطفل وتعلميه ضرر العدوان وفساده، على زملائه وعلى ذات المعتدي نفسه، ولا بأس بحكاية تعليمية بعيدًا عن أسلوب الوعظ المباشر الذي لا يفهمه الطفل.

 

7- الملل وقلة الصبر: انتباه الطفل وتركيزه لا يتعدى دقائق معدودة في أغلب الأحيان، لذا فإن الطفل كثيرًا ما ينتابه الملل بعد فترة قصيرة من بداية الموقف التربوي أو التعليمي، وينصرف عن متابعة توجيهات مربيه، لذلك من الأنسب ألا يزيد عرض الموضوع الواحد عن عدة دقائق، مع مراعاة أن يتخلله من الأمور التي تشد الطفل وتجذبه إلى المربي كالوسائل المرئية الجاذبة لبصر الطفل.

 

المبحث الثالث: الأساليب والوسائل:

1- التربية بالقصة الحقيقية الهادفة: من الأساليب المناسبة لفكر الطفل في تلك المرحلة، حيث يختار المربي قصة مشوقة حقيقية عن بعض الأخلاق: كالصدق، أو الأمانة، أو الشجاعة، أو مساعدة المحتاج، ويحكيها لطفله بأسلوب جميل، ويمكن للمربي الاستفادة من كتب التراجم، فهي زاخرة بحكايات السلف الحقيقية العامرة بالأخلاق الإسلامية النبيلة، ويمكن أن يحكي لولده قصص مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسراياه، فعن إسماعيل بن محمد بن سعد، قال: "كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويعدها علينا، وسراياه ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها"[8].

 

ويحذر المربي من افتعال القصص أو حكاية القصص الخرافية الخيالية على مسامع الطفل، أو قصص تبين عادات أجنبية عن بيئتنا الإسلامية، فهذا من شأنه أن يبعد الطفل عن الواقع، ويجعله يتعلق بالأمور غير قابلة للتحقيق في عالم الواقع، وهذا له آثاره غير الحميدة على الطفل.

 

2- التربية باللعب الهادف: اللعب الهادف أحد الوسائل لإدخال السرور على قلب الطفل والترويح عنه، كما أن له دوره في بناء شخصية الطفل الاجتماعية، ويعوده على العمل الجماعي، كما أن اللعب قد تساعد الطفل على تحمل المشاق والتدريب على بعض الأمور مثل تعويد الأطفال على الجوع مثلًا، فعن الربيع بنت معوذ قالت: "أرسل النبي - عليه الصلاة والسلام - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"[9]، كما كانوا يستعينون بها على تعليم البنات رعاية الأولاد، فعن عائشة أنها قالت: دخل علي - صلى الله عليه و سلم- وأنا ألعب باللعب فرفع الستر وقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: لعب يا رسول الله...."[10]، بل كانوا يمنعون من ينهاهم عن اللعب المباح فعن الحسن أنه دخل منزله وصبيان يلعبون فوق البيت ومعه عبد الله ابنه فنهاهم، فقال الحسن: دعهم فإن اللعب ربيعهم[11].

 

ومن الواجب على الوالدين أن يختارا لأولادهما في تلك المرحلة الألعاب التي تتوافق مع الخلق الإسلامي، مع التعامل بحذر مع ألعاب الحاسوب التي تحمل معاني مخالفة لقيمنا الإسلامية، حتى وإن بدت مشوقة في الظاهر، وكذلك ألا تستحوذ على أغلب وقت الطفل، وألا تؤثر على صحته الجسمانية كاعتلال نظره وانحناء قامته في هذه السن الصغيرة نتاج جلوسه أمام الحاسوب فترة طويلة.

 

3- التربية بالتجربة: التجربة وضرب المثل والتمثيل الواقعي من أنجع الوسائل في معالجة وتقويم سلوك الطفل، وعندنا في ذلك قصة مشهورة من القديم التي استفاد فيها صاحبها من عملية التجربة كي يثبت في نفوس أولاده أن الاتحاد قوة، فعندما يأتي المربي بمجموعة من العيدان ويعطي كل واحد منهم عودًا عودًا، ويطلب منهم كسر العيدان، وينجحون، ثم يمثل بطريقة أخرى بأن يعطي واحد منهم فقط العيدان مجتمعة ويطلب منه كسرها ولا ينجح في مهمته، فإن المربي يمكنه أن يبرهن بالتجربة على المعنى الذي يريده من قصته بل ويعلمهم كيفية الاستنباط أيضًا والبناء على المقدمات لإخراج نتيجة أو مغزى للقصة.. وهلم جرا..

 

4- التربية عن طريق العادة: اعتياد فعل الشيء أو قوله عن طريق التكرار، يحوله إلى ما يقرب من الصفات الشخصية للإنسان، وقد قال الشاعر:

تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ، إِني
رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا

 

ولابد للمربي أن يحول السلوك المرغوب فيه إلى عادة عند الطفل، مثال: قول "الحمد لله" بعد العطس، حتى يعتادها الطفل ويعتاد قولها وإن لم يكن منتبهًا، جاء في الحديث "الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ"[12]، وقال معاوية - رضي الله عنه-: "عودوا أنفسكم الخير"[13].

 

5- التربية بالقدوة: تأثير المواقف العملية على نفس المتلقي أبلغ بكثير من الحديث والخطب والعظات؛ لأنها تكتسب برهان صدقها من حدوثها وتحققها في شخص الواعظ، لذلك كان تفاعل المربي مع القيم التربوية وتمثله بها أبلغ الأثر في نفس المتلقي من كثير من الكلمات بدون أن يصاحبها عمل ظاهر للمربي، وقد نبه الشافعي في وصيته لأبي عبدالصمد مؤدب أولاد هارون الرشيد على ذلك الأمر خصيصة حيث قال له: "ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تكرهه..."[14]، ولابد أن يكون ذلك سمت المربي الظاهر أمام طفله، فأجدى من الحديث عن فضل الصدقة، أن يصحب الوالد ولده في جولاته، وعندما يجد فقيرًا أو محتاجًا، يخرج من جيبه صدقته، ويقول له: اذهب واعط هذا الفقير حق الله في أموالنا، ويوضح له عوز المحتاج إلى تلك الصدقة، وأنه محروم من كثير من النعم التي حبانا المولى بها.. وهكذا..

 

6- التربية بالمسابقة والسؤال: من أنجع الوسائل والأساليب الطيبة عقد المسابقات بين الأطفال، ويكون جواب السؤال يخدم قضية عقدية أو سلوكية أو عقلية أو حتى دراسية، ومكافأة من يستطيع الجواب بجائزة عينية، إذ تشعره القدرة على جواب الاسئلة بلذة النجاح، والقدرة على الفهم والتعلم، واكتساب الخبرات، ويستطيع المربي ملاحظة أوجه النبوغ المبكر عند الطفل منذ بداياته، ومما يراعى في إلقاء هذه الأسئلة أن يكون هناك ارتباط لسؤال المربي بحدث معين عاصره الطفل، فيكون هناك ربط بين السؤال والحدث للطفل الفطن، ومن ذلك حادثة عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما- حيث يقول "كنا عند النبي - صلى الله عليه و سلم- فأتي بجمار[الجمار: شحم النخل، وهو الذي يأكل من قلب النخل، ويكون لينًا] فقال: (إن من الشجرة شجرة مثلها كمثل المسلم). فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت فقال النبي - صلى الله عليه و سلم-: (هي النخلة)"[15]، قال ابن حجر: لما ذكر النبي - صلى الله عليه و سلم- المسألة عند احضار الجمار إليه، فهم أن المسؤول عنه النخلة، فالفهم فطنة يفهم بها صاحبها من الكلام ما يقترن به من قول أو فعل)[16].

 

ويمكن للوالد أن يعقد هذه المسابقات، لو ضاق وقته، أثناء فترات الانتظار بالسيارة، أو فترات انتظار إعداد الأم للطعام، أو أي وقت يستطيع استغلاله من باب التشويق للأطفال.

 

المبحث الرابع: الثواب والعقاب:

الترغيب والترهيب باب يعتمد عليه في حض المسلم وحمله على ما ينبغي شرعًا من واجب أو مستحب، أو نهيه ودفعه عما لا ينبغي شرعًا من حرام أو مكروه، وهو أحد أساليب التربية أيضًا للطفل.


الثواب: الطفل في تلك المرحلة في أحوج الأمر لتشجيع أو ثواب معنوي أو مادي لحضه على فعل أو قول ما يراد منه، وينبغي على المربي إذا وعده بثواب أن يفي به، وأن يكون في قدر استطاعته بحيث لا يعده إلا بما يستطيع الوفاء به، وألا يخلف وعده الطفل بحيث يفقد الطفل الثقة في وعد المربي، وقد أرشد الرسول - صلى الله عليه و سلم- إلى ذلك، فقد قال عبدالله بن عامر " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي قال فذهبت أخرج لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه قالت أعطيه تمرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة"[17]، وقال أيضًا: "من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه فهي كذبة"[18].


تنبيه: يعمد بعض المربين للخروج من ورطة الكذب تقييد وعده بكلمة "إن شاء الله"، فيقول في آخر وعده: إن شاء الله، وقد يكون في نيته خلف الوعد، وبعد فترة ترتبط هذه الكلمة في تفكير الطفل بعدم تحقق الوعد، حتى أنه بعد فترة إذا وعدته وقلت له: إن شاء الله، قال: بدون إن شاء الله، فلا ينبغي للمربي أن يقول هذه الكلمة إلا وفي نيتها الفعل، وان يقولها تحقيقًا لا تعليقًا، وإذ لم يتيسر له تنفيذ وعده للطفل في هذه الحالة، لا يكون مخطئًا في حق طفله، ولابد له أن يفهم الطفل أن كلمة "إن شاء الله" في وعده لابد من قولها لما يستقبل من الأمور، لأن الله هو الذي بيده تصريف الأمور، ولا يحدث شئ إلا بمشيئته وتوفيقه.


العقاب: لابد للمربي أن يبتعد عن العقاب البدني في تلك المرحلة ولتكن كما يقول المثل "آخر الدواء الكي"، والاستعاضة عنها بوسائل معنوية تؤثر في الطفل مثل: عدم البشاشة في الوجه أو الضحك معه، والإعراض عنه والإقبال على غيره من إخوانه أو ترك تكليمه، قال ابن خلدون في مقدمته: "الشدة على المتعلمين مضرة بهم وذلك أن إرهاف الحد في التعليم مضر بالمتعلم، سيما في أصاغر الولد، لأنه من سوء الملكة. ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله.. فينبغي للمعلم في متعلمه والوالد في ولده أن لا يستبدوا عليهم في التأديب"[19].


المبحث الخامس: التوجيهات والنصائح:

1- توضيح معاني التوحيد الكبرى: ينبغي للمربي أن يحرص على تأكيد معاني التوحيد الكبرى عند الطفل، فيعيد على سمعه أن الله خلقنا، وهو الذي يرزقنا، وأنه في السماء، وأنه حكم عدل، ولا يظلم الناس شيئًا، وتكرار هذه المعاني حتى وإن كان لا يعقلها الطفل في هذه السن من ثوابت الفطرة التي فطر الله الخلق عليها.

 

2- التعويد على الشجاعة: ينبغي تدريب الأطفال على الشجاعة، مع مراقبتهم حتى لا يخرج الأمر عن الهدف المبتغى من وراء ذلك، ونجد أثر تلك الشجاعة فيما تحدث به الحسين وهو صبي صغير مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وهو يومئذ الخليفة: قال الحسين بن علي: "أتيت عمر وهو يخطب على المنبر فصعدت إليه فقلت: انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك فقال عمر: لم يكن لأبي منبر وأخذني فأجلسني معه أقلب حصى بيدي فلما نزل انطلق بي إلى منزله فقال لي: من علمك؟ قلت: والله ما علمني أحد قال: بأبي لو جعلت تغشانا قال فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع بن عمر فرجعت معه فلقيني بعد قلت فقال لي: لم أرك قلت: يا أمير المؤمنين إني جئت وأنت خال بمعاوية فرجعت مع ابن عمر فقال: أنت أحق بالإذن من ابن عمر فإنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم"[20].

 

3- بث الثقة في النفس: يحتاج الطفل أن يشعر بقدرته على الفعل، والقدرة على الاختيار، وهذا من الأمور الجيدة التي لا ينبغي التضييق فيها على الطفل بداعي الخوف عليه، ولكن تكون التجربة بمرأى من المربي وقرب ناظريه، فيمكن أن يدع الطفل يشتري ما يحبه من أحد "المحلات" مثلًا، ويعطيه النقود ليسلمها للبائع مثلًا، وهو معه خلفه يتابعه ليبث ذلك الثقة في نفسه منذ الصغر، وكيفية التعامل اجتماعيًا مع الناس، فلا يشعر برهبة أو نفور في مقتبل حياته من الناحية الاجتماعية.

 

4- اختيار الأوقات المناسبة للتربية، والتدرج فيها: لابد أن يكون هناك مراعاة مناسبة بين التربية وبين التعليم، والتدرج فيها شيئًا فشيئًا، فلا يرهق الطفل بكثرة المهام التربوية مما يؤدي لحالة من الملل عند الطفل كما لو كان يؤدي شيئًا ثقيلًا على النفس، فعند آداب الطعام عند كل وجبة يمكنك تعليمه شئ جديد في كل مرة كالتسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يليه، وأن لا يبادر إلى الطعام قبل غيره، وأن يجيد المضغ، وألا يوالي بين اللقم، ولا يلطخ يده ولا ثوبه، وألا يحدق النظر فيمن يأكل معه أثناء تناوله الطعام، وأن يحمد الله حال الانتهاء من الطعام، وأن يساعد أمه في مناولتها أطباق الطعام، ومساعدتها في تنظيفها إن استطاع، كل هذا لا يلقى عليه دفعة واحدة وإلا أصبحت حصة تعليمية لا يستوعبها الطفل، بل كل وجبة طعام يمكن التنبيه علي بعض منها حتى تصبح تلك صفات ملازمة للطفل بعد ذلك.

 

5- المداعبة والترويح: من الأمور الهامة أن يشعر الطفل بالجو الأسري المشحون بعاطفة الحب والمودة بالسلوكيات والأعمال لا مجرد القول، ولابد للمربي من مداعبة أطفاله وإدخال السرور عليهم بالتعامل معهم، ومن أمثلة ذلك بالسؤال عن أحوالهم وعن لعبهم، ومخاطبتهم كما لو كانوا أشخاص كبار، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: "كان النبي - صلى الله عليه و سلم- ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير"[21]، وعن أم خالد بنت خالد قالت: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أتي بثياب فيها خميصة صغيرة فقال: من ترون تكسو هذه فسكت القوم فقال: ائتوني بأم خالد فأتي بي أُحمَل فأخذ الخميصة بيده فألبسني إياها فقال: ابلي وأخلقي ابلي وأخلقي قالت: فكان فيها علم أخضر أو أصفر فقال: يا أم خالد هذه سناه، وسناه بالحبشية حسن"[22]، فعلى المربي أن تكون له مثل هذه المداعبات والملاعبات مع أطفاله، وتترك له الفرصة للعب ألعابه مع أقرانه على ألا يتضمن ذلك مخالفة شرعية، وهو واجب ولي الأمر حتى وإن كان الطفل في هذه السن غير مكلف، أخرج ابن أبي شيبة عن حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ مَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ يَوْمَ الْعِيدِ بالْمِرْبَد وَهُمْ يَتَقَامَرُونَ بِالْجَوْزِ ، فَقَالَ : يَا غِلْمَانُ ، لاَ تُقَامِرُوا , فَإِنَّ الْقِمَارَ مِنَ الْمَيْسِرِ[23]".

 

6- تلبية حاجات الطفل: للطفل رغبات متنوعة يحب تحصيلها ككفايته من الطعام والشراب والملبس وشعوره بالتقدير والعطف عليه والاهتمام به، فينبغي الموازنة بينها، مادية كانت أو معنوية، بالاهتمام بتلبيتها له بقدر طاقة الأسرة المالية، كما ينبغي أن تكون استجابات المربي المختلفة لتلك الحاجات دليلًا للطفل على الصواب والخطأ من تلك الأمور، وما يحمد منها وما يعاب، هو ما يهمنا من ناحية الجانب التربوي للاهتمام بحاجات الطفل.

 

7- العدل بين الأولاد: من الأمور المهمة عدم التفرقة بين الأطفال بسبب جنسهم، مثل تفضيل الذكر على الأنثى في التعامل أو العطية، أو حتى بين أفراد الجنس الواحد فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: "سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله ثم بدا له فوهبها لي فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي - صلى الله عليه وسلم- فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي - صلى الله عليه و سلم- فقال: إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا قال: (ألك ولد سواه؟). قال: نعم قال: فأراه قال: (لا تشهدني شهادة جور). وقال أبو حريز عن الشعبي (لا أشهد على جور)[24]، وقد جاء الأمر صريحًا في العدل بين الأولاد في العطيات، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "اعدلوا بين أولادكم، اعدلوا بين أبنائكم"[25].

 

8- حل المشكلات بين الأطفال: لا يخلو بيت فيه أطفال من حدوث بعض المشكلات بينهم، فقد يختلف أخوان فيما بينهما ويختصمان للأب، ولا ينبغي للوالد أن يبادر للصياح والشدة على الولدين من أول وهلة لرغبته في حل الإشكال سريعًا وتسكين الأصوات، بل لابد أن يسمع لشكوى كل منهما على حدة، ثم يزجر المخطئ منهما على فعلته بحق أخيه ولكن بأسلوب تربوي رقيق، ثم يرقق قلب أخيه عليه بالكلمات الطيبة وأن هذا لا يصح في حق أخيه وأنه عيب أن يتشاجرا وهما ليسا بالأعداء بل هم إخوة وأصدقاء في نفس الوقت، ولا يدعهما حتى يتصالحا، أما إذا تطور الأمر للتشابك بالأيدي، فلابد من السرعة في فض الاشتباك أولًا ثم التصرف حسب حالة الموقف، ومراعاة الوالد أثناء حله للمشكلة ألا يتحيز لأحد الطرفين على الآخر فإن هذا مما يترسب في نفس الطفل في تلك المرحلة العمرية، وربما ظن معه أن أباه يظلمه، وينصر أخاه عليه بالباطل.

 

9-استخدام الألفاظ الحسنة: لا ينبغي على المربي تلقيب الأطفال بالألقاب القبيحة أو استخدام ألفاظ اللعن أو الدعاء عليه كما يفعل معظم المربين، أو تلقيبه بأسماء بعض الحيوانات أو السخرية منه بنعته، فإن هذا مما تنكسر معه نفس الطفل وكذلك قد يعتاد مثل هذه الألفاظ ويستخدمها مع إخوته ومع من يتعامل معهم، وخير منه بدلًا من سبه الدعاء له بالصلاح والهداية، يقول له: أصلحك الله أو هداك الله حتى يعتادها، عن أم الفضل - رضي الله عنها-:

"رأيت كأن في بيتي طبقا [أي: عضوًا من الأعضاء] من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فجزعت من ذلك فقال: خير إن شاء الله تلد فاطمة غلاما تكفلينه بلبن ابنك قثم قالت: فولدت حسنا فأعطتنيه فأرضعته ثم جئت به فأجلسته في حجره فبال عليه فضربت بين كتفيه فقال: ارفقي أصلحك الله أو رحمك الله أوجعتِ ابني قالت: فقلت: اخلع إزارك والبس غيره حتى أغسله قال: إنما يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام"[26]، كما ينبغي التنبيه على الطفل بمناداة من هم أكبر منه سنًا بألقاب فيها توقير: كالشيخ والعم والأستاذ وما شابه، وعدم مناداتهم بأسمائهم مجردة، وهو واجب المربي تنبيهه على ذلك.


10- الانتباه لأخلاق الطفل: على المربي أن يحرص على التخلص من سلوكيات الطفل غير المرغوب فيها حال ظهورها، ولا ينتظر بها؛ فإن ذلك يزيدها رسوخًا وثباتًا على مر الأيام، قال ابن القيم رحمه الله:

"ومما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خلقه فإنه ينشأ على ما عوده المربي في صغره من حرد وغضب ولجاج وعجلة وخفة مع هواه وطيش وحدة وجشع فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له فلو تحرز منها غاية التحرز فضحته ولا بد يوما ما ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها"[27].


11- الانتباه لصحة الطفل ونظافته وهيئته: الأطفال في هذه السن الصغيرة عرضة للأمراض أكثر من غيرهم، وهم لا يدركون ذلك، لذا فالواجب على المربي والأم خاصة ملاحظة حالة طفلها، وأن تتفقدهم وتتحسسهم، كما تعتني بهيئتهم ونظافتهم، فقد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أجسام أبناء جعفر بن أبي طالب –رضي الله عنه- نحيفة نحيلة، فقَالَ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: مَا شَأْنُ أَجْسَامِ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً[ضارعة أي نحيلة ضاوية نحيفة] أَتُصِيبُهُمْ حَاجَةٌ قَالَتْ: لَا وَلَكِنْ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ الْعَيْنُ أَفَنَرْقِيهِمْ قَالَ: وَبِمَاذَا فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: ارْقِيهِمْ"[28]، كما ينبغي الاهتمام بمظهر الطفل، وتزيين شعره مع الابتعاد عن حلاقة شعر الطفل بما نهى عنه الشرع مثل حلاقة القزع التي يقع بها معظم المربين في أيامنا هذه، وهي حلاقة بعض شعر الرأس دون بعض، فعن عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنِ الْقَزَعِ. قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: وَمَا الْقَزَعُ قَالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِىِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ"[29]، وعلى الإجمال فإنه لابد للمربي من إظهار طفله في أحسن صورة أمام الناس، فحسن المنظر والهيئة يترسب في نفس الطفل بعد ذلك، فيحرص هو نفسه على الاهتمام بمظهره من غير إسراف ولا مخيلة.



[1] نقلًا عن: أصول التربية الوقائية للطفولة، للدكتور: حسين بانبيلة ص15-16، وتربية الأطفال، للدكتور: محمد حامد ناصر ص25.

[2] تفسير البيضاوي: 1/42.

[3] التوقيف على مهمات التعاريف: 1/169.

[4] فتح الباري: 1/121.

[5] تفسير ابن جرير الطبري: 15/67-68.

[6] تفسير ابن كثير: 3/443.

[7] ثقافة الطفل المسلم، أحمد بن عبدالعزيز الحلبي، ص57-63.

[8] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، 2/159.

[9] أخرجه البخاري: كتاب الصوم، رقم 1824.

[10] أخرجه ابن حبان: 13/174.

[11] العيال لابن أبي الدنيا: 2/791.

[12] أخرجه ابن حبان في صحيحه: 2/8.

[13] مسند الشاميين: 3/250.

[14] صفة الصفوة لابن الجوزي: 2/255.

[15] أخرجه البخاري: كتاب العلم، رقم 70.

[16] فتح الباري: 1/165.

[17] أخرجه أبو داود: كتاب الأدب، رقم:4339، وأحمد، رقم: 15147، وقال الشيخ الأرنؤوط: حسن لغيره.

[18] أخرجه أحمد: رقم 9460، وقال الشيخ الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

[19] مقدمة ابن خلدون: ص508، ط دار الشعب.

[20] الإصابة في تمييز الصحابة: 2/78، وقال: سنده صحيح وهو عند الخطيب.

[21] أخرجه البخاري: كتاب الأدب، رقم 5664، والنغير هو طير صغير، واحدته نغرة.

[22] أخرجه البخاري: كتاب اللباس، رقم 5375.

[23] مصنف ابن أبي شيبة: 5/288.

[24] أخرجه البخاري، رقم 2507.

[25] أخرجه أبو داود: كتاب البيوع، رقم 3077، وقال الارنؤوط: حديث صحيح.

[26] أخرجه أبو يعلى في مسنده ج12، ص502 ح7074

[27] تحفة المودود في أحكام المولود ص240-241.

[28] أخرجه مسلم، رقم 5855.

[29] أخرجه مسلم، رقم 3959.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: التنمية والبيئة في الأراضي الصحراوية والجافة
  • عرض كتاب: تقدم الأمة الإسلامية‏..‏ تقدم للإنسانية للأستاذ الدكتور: ‏عبدالحليم عويس
  • تربية أطفال اليوم
  • حول ( الإسلام الصحيح )
  • عرض كتاب : دراسات في الطفولة
  • عرض كتاب: نحو تربية إسلامية راشدة (2)
  • كتاب الزهرة في رد غلو البردة للعلامة عبد الرحمن النتيفي المغربي
  • حركة إحياء التراث في المملكة العربية السعودية
  • بذل العسجد لسؤال المسجد للسيوطي تحقيق محمد عبدالقادر
  • السردية في الخطاب الترسلي العربي الحديث لطنف بن صقر العتيبي
  • الواضح المبين شرح المرشد المعين لأحمدو أشريف المختار الشنقيطي
  • أصول في المعاملات المالية المعاصرة لخالد بن عبدالله المصلح
  • الدعاء عدة المؤمن لشيخة بنت محمد القاسم
  • بلاغة الخطاب التعليمي والحجاجي في القرآن والحديث لأيمن أبو مصطفى
  • قواعد تحقيق النصوص لعلي بن محمد العمران
  • كتاب الأصنام لابن الكلبي تحقيق أحمد محمد عبيد
  • مقدمة تحقيقي لكتاب تلبيس إبليس للإمام ابن الجوزي
  • عرض كتاب "الإسلام وأثره في الثقافة العالمية تأليف محمود الشرقاوي"
  • عرض كتاب العدالة الاجتماعية والتنمية في الاقتصاد الإسلامي
  • عرض كتاب: معالم الوحدة في طريق الأمة الإسلامية
  • عرض كتاب: ناسخ الحديث ومنسوخه لأبي بكر الأثرم تحقيق محمد عوض المنقوش
  • شرح الرسالة للإمام الشافعي للشيخ مصطفى مخدوم
  • أسس الأمن الفكري في الثقافة لمحمد بن سرار اليامي

مختارات من الشبكة

  • النحو الصغير: الموطأ في النحو (عرض تقديمي)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب (النحو الغريب في مغني اللبيب)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: السياسات المبنية على البراهين والبحوث الموجهة نحو السياسات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسس الترجيح في كتب الخلاف النحوي (عرض وتقويم)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ألفية الطويل في النحو والصرف والعروض (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قراءة وعرض لمصنفات التراث العربي النحوي في أداة نحوية واحدة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تدليس ابن مالك في شواهد النحو: عرض واحتجاج (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشرف الوافي في علم الفقه والتاريخ والنحو والعروض والقوافي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قضايا وبحوث في النحو والصرف والعروض للشريف الإسنوي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب